الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
بين الزهاوي وابن الخطيب:ومن فصول المعركة الهجمات التي شنها الشاعر العراقي الملحد المدعو جميل صدقي الزهاوي حيث أكثر من الطعن في الدين والتنفير من شرائعه حتى قال في الحجاب:
فانبرى له الشيخ ابن الخطيب وعارضه قائلًا:بئس ما يدعي فلاسفة العصر من أن السفور فيه حياء وهو حق إذ أن أسلافنا الأعراب من فرط ما يحبون ماتوا.والزهاوي هو القائل في حب الإنكليز أعداء الإسلام والتنفير من الترك المسلمين: من ديوان الزهاوي ط دار الدعوة- بيروت وله أشعار كثيرة في ذم الحجاب والتنفير منه ضربنا عنها صفحًا- عليه من الله ما يستحقه. ومن قذائف الحق في هذه المعركة:ما قاله الأديب الشاعر مصفى صادق الرافعي ردًا على دعاة تحرير المرأة: ومنها: ما كان من الشاعر الأستاذ محمد حسن النجمي وقد أطلع على رد فضيلة الشيخ مصطفى صبري رحمه الله على السفوريين فأنشأ القصيدة الآتية: قال الشاعر محمد إقبال في قصيدته جواب شكوى: ولعل مما يصور واقع المرأة الجديدة التي أنتجتها دعوة التحرير أصدق تصوير هذه القصيدة لفضيلة الشيخ عبد الفتاح عشماوي كتبها جوابًا لشاب مسلم حائر بعنوان: حيرة: .المصير الأسود: وكنتيجة حتمية لذلك السفور وهذا التبرج الجاهلي الكبير ولنفس النظام التعليمي الفاسد الذي غايته المثلى وهدفه الأسمى الوظيفة الحكومية وغير الحكومية امتلأت دور الحكومة ومصالحها بالموظفات وازدحمت بهن المسارح ودور السينما وكذلك المسابح والمصطافات وضمت البلاد بالخبث وعمها الفساد وانمسخ المجتمع الإسلامي فأصبح غيره بالأمس في مظهره ومخبره وظاهره وباطنه.ثم جردت جيوش الشيطان ونفثت سمومها في كل مكان عبر السينما والتليفزيون والمسارح وإذا بنا أمام مخطط إلحادي يجوس خلال ديارنا وإذا بالزنا يحميه قانون وإذا بالفسقة والفاسقات من أهل الفن تقام لهم الأعياد وتضفى عليهم صفات البطولة وتهدى لهم الجوائز ليستعينوا بها على إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.لقد كرم الإسلام المرأة كتابًا وسنة وحفلت شريعته برفع شأنها وصيانة حقوقها لكنها أذلت نفسها لما اتبعت الذين حرضوها ضد فطرتها ودينها وفسلخوها من دينها وأبعدوها عن ربها وألقوا بها في متاهات الحياة لتقاسي شظف العيش ومكاره المحن التي ناء بها كاهل الرجل بله المرأة لقد حملوها حملًا على أن تصطف في طابور المنقادين لحضارة الغرب لتدخل جنته المنشودة ولكن بعد أن تخلع على أعتابها إيمانها بالله واليوم الآخر..ودفعت المرأة الثمن: لقد فقدت المرأة التي كان يلوح لها أنصارها بسعادة التحرر والتطور- ليس فقط سعادتها- بل فقدت وجودها كله ذات قيمة في المجتمع ووزن فيه لقد قبضت فيما مضى على دينها فقبض الله عنها السوء وبسط لها الحلال حتى لم تكد تينع الثمرة في بيت أبيها إلا وتمتد يد الحلال وتقطفها فلا تفتح عينها إلا على حليلها ولكنها قد ابتذلت وأهينت على يد أصدقائها وأنصارها كان أول من زهد فيها أنصارها المخادعون ولم تعد- كما كانت- تتمتع باحترام الآباء والأزواج ولم تعد تحاط بهالة التقدير والتعظيم وإنما أصبحت في نظر الجميع أشبه بمحترفة تطلب العيش وتقرع كل باب للعمل لعلها تحصل على وظيفة- أي كانت- تدر عليها دراهم معدودة تنفق أكثرها في المساحيق للتجميل وفي الثياب القصيرة للفتنة ولفت الأنظار.هذا هو المنحدر الفظيع والهاوية السحيقة والمصير الأسود القاتم الذي انتهت إليه المرأة في كثير من بلاد المسلمين.والآن:وقد خلعت المرأة حجابها وغادرت حصنها وعصت ربها فهل جنينا حقًا التقدم والرخاء والحضارة؟لقد خالطت الرجال واختلط الحابل بالنابل فهل زالت العقد النفسية؟ وهل استقرت دواخلهما؟ وهل جنينا سوى الثمار المريرة؟لقد فتحنا بلادنا أمام الغزو الفكري اليهودي والصليبي والعلماني الذي سلط علينا سموم الشبهات وسهام الشهوات التي كانت أفتكها المرأة فهل وجدناهم أهدى من الذين آمنوا سبيلًا؟التجربة خير شاهد:إننا لن نطيل في وصف الهاوية التي تردت إليها المرأة المتحررة بفضل أنصارها وأصدقائها لأن الواقع حولنا يكفينا مؤنة هذه الإطالة إنه حقًا واقع مرير مرير تستطيع أن تدرك عواقبه وآثاره حيثما وقعت عينك في كل بيت في كل طريق في كل وظيفة.وربما إذا كنا نتكلم من خلال خيال حالم أو حتى منذ قرن واحد مضى لا تهمنا بالتحامل أو المبالغة.ولكنه واقع أليم خير من ينبئك عنه: هذه المرأة الضحية.وهؤلاء الأنصار والأصدقاء.. إن صدقوا!.السياسة في المعركة: معركة سلاحها الأقلام:رأينا- فيما سبق- كيف تحولت قضية تحرير المرأة المسلمة إلى حملة السفور مسعورة ضد الحجاب وكيف أخذت كلمة تحرير مدلول السفور برغم أن التحرير في الإسلام يأخذ مدلول الحجاب فكانت المحجبة هي الحرة والسافرة- أي التي تكشف وجهها- هي الأمة فكان السفور عنوان العبودية أما في ظل دعاة التحرير فأن الحجاب عندهم هو عنوان العبودية.
|